أضحت قضية إعداد المدرسين وتدريبهم ذات أولوية
متميزة ,
نظرا للدور المهم الذي يؤدونه في
حقل التربية والتعليم ، لذا نجد الدول النامية والمتقدمة تحرص في الوقت
الحاضر على تنمية طاقاتها البشرية وتطويرها
إلى أقصى حد ممكن لغرض التنمية و التقدم ، فالمؤسسات المعنية بهذه القضية
تسعى إلى تطوير برامج إعداد المدرسين و تدريبهم كي تواكب العصر الذي نعيشه ، وما يتصف به من تقدم معرفي
تكنولوجي , لكن مع كل هذه المساعي تبقى مسألة
الإعداد والتدريب تعاني من عقبات حقيقية تحتاج
إلى حلول , فإذا أمعنا النظر في تلك
البرامج يتضح لنا جليا تأكيدها على جوانب تأهيل مدرس المستقبل أكاديميا
ومهنيا , و أنَّ اغلبها غائبة في
الممارسة العملية , حيث إن بعض كليات التربية عاجزة عن تزويد طلبتها بالعديد من
مهارات التدريس الأمر الذي يجعلهم
غير قادرين على متابعة التغيرات
التي تطرأ على محتويات المنهج
نتيجة للتقدم العلمي في العصر الحديث , و
لم تستطع تذليل العقبات التي تعترض المدرس
خلال ممارسته لمهنته مما اثر سلباً على فاعلية أدائه للأدوار التي يقوم بها .
لذلك عُنيت
الكثير من المؤسسات التربوية منها معاهد الإعداد
والتدريب ومراكزه بقضية تدريب المدرسين في
أثناء الخدمة , ولكن على الرغم من ذلك فان
عملية التدريب في أثناء الخدمة لا تخلو من
المشكلات التي منها قصور الملاك المسؤول القائم على التدريب عن القيام بمهامه كما ونوعا لدرجة أصبحت
معها تلك البرامج شكلية ونمطية
مما أدى الى ضعف أثرها في
النهوض بمستوى أداء
المدرسين ، و فضلا على ما سبق فإنها تعاني ضعف التنسيق والتكامل
بين إدارات معاهد التدريب ومراكزه والجهات الأُخر
من جامعات ومؤسسات الإعداد ومراكز
البحوث التي تتعاون معها
لانجاز برامجها ومشروعاتها , و غالباً ما تُفرَض على المدرسين ،
لذلك من الطبيعي انها لا تؤدي إلا الى
تحسن بسيط في التدريس ، و ربما يُعزى ذلك القصور إلى انكماش
دور كل جهة من جهات التدريب عن أداء
مسؤوليتها في عملية التدريب في أثناء الخدمة ، و غياب الحوافز المادية
والأدبية لتشجيع المدرسين على الانتظام في تلك البرامج ، وقصور المتابعة
الميدانية لما تم التدريب عليه فيها
، أو تم اتخاذ التوصيات به ، و إن
اغلب البرامج التدريبية التي يخضع لها المدرس في الوقت الحالي تعتمد المعرفة النظرية ، وتركز
على فرضية مؤداها أنَّ المدرس الذي يمتلك قدرة كبيرة على استظهار معلوماته يكون قادرا
على تطبيقها في ممارسات أدائية إجرائية ، وهذه الفرضية أوجدت استياءً من
هذه البرامج لعدم كفايتها وفاعليتها .
إن
أهم ما يُقلق المعنييِن بشؤون التربية
والتعليم ونحن على أعتاب القرن الحادي والعشرين وجود عدد كبير من المدرسين الذين يغلب
على طرائق تدريسهم الطابع التقليدي غير المجدي
الذي يبعث على الملل ، والسأم ، وشرود الذهن لدى الطلبة ،غير آبهين
بما توصلت إليه نظريات التعلم في مجال طرائق
التدريس وأساليبه من تقدم ملموس ، اذ يكتفي اغلبهم بطرائق و أساليب تلقوها في دراستهم ، أو تدربوا عليها أبان مدة اعدادهم
للعمل في هذا الميدان المهم , خوفا
من تجريب جديد لا يعرفونه أو
لنقص في دافعيتهم نحو تطوير
أدائهم في مهنة التعليم الأمر الذي
يوقع طلبتهم في إخفاقات التحصيل
الدراسي .
ويتبين مما تقدم ان المشكلة الاساس تكمن في جانبين الاول افتقار برامج الإعداد
قبل الخدمة إلى الكثير من الأمور ،الأمر الذي يجعلها بحاجة الى تطوير اكثر ، اذ ان
كثير من خريجي كليات التربية قسم اللغة العربية يفتقدون الى الكثير من المهارات اللازمة للعمل
في الميدان التربوي ، والأخر قلة البرامج
التدريبية في أثناء الخدمة الخاصة بتدريب مدرسي اللغة العربية وعدم جودتها .
بقلم
الاستاذ
طرائق تدريس اللغة العربية
0 التعليقات :
إرسال تعليق