أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

المواضيع الحديثة

احدث المواضيع التربوية والعلمية تجدونها في هذه المدونة

السبت، 8 نوفمبر 2014

اهداف علم الصحة النفسية

اهداف علم الصحة النفسية :  
     يبحث علم الصحة النفسية في تكوين الافراد ، وفي علاجهم ، وفي وقايتهم من العيوب السلوكية او النفسية في مراحل نموهم المختلفة ، لهذا يتحتم علينا لدراسة هذا العلم  ان ندرس الفرد في اسرته ، وفي اثناء تعلمه بالمدرسة وفي اثناء اضطلاعه بعمله في الحياة ، وكذلك من حيث علاقاته بالمجتمع ، وعلينا ان ندرس في كل هذا مجموعة القوى التي تؤثر فيه ونتبين الحال التي يجب ان تكون عليها هذه القوى بحيث ينمو على احسن نمط ممكن .
     من ذلك يتبين لنا ان اهم اهداف علم الصحة النفسية تكمن في اهميتها بالنسبة للفرد وبالنسبة للمجتمع وكما يأتي : -

اولا : اهمية الصحة النفسية بالنسبة للفرد .
     ان الصحة النفسية مهمة جدا للفرد وذلك لعدة امور نجملها فيما يلي :
1 – فهم الذات : فالفرد الذي يتمتع بالصحة النفسية هو الفرد المتوافق مع ذاته فهو يعرف ذاته ويعرف حاجاتها واهدافها .
2 – التوافق : ويعني ذلك التوافق الشخصي بالرضا عن النفس وفهم نفسه والاخرين من حوله .
3 – الصحة النفسية تجعل حياة الفرد خالية من التوتر والاضطراب والصراعات المستمرة مما تجعله يشعر بالسعادة مع نفسه .
4 – الصحة النفسية تجعل الفرد قويا تجاه الشدائد والازمات وتجعل شخصيته متكاملة تؤدي وظائفها بشكل متكامل متناسق .
5 – الصحة النفسية تجعل الافراد قادرين على التحكم بعواطفهم وانفعالاتهم وبالتالي تجعلهم يسلكون السلوك السوي ويبتعدون عن السلوك الخاطئ .
6 – ان الهدف النهائي للصحة النفسية هو ايجاد اكبر عدد من الافراد الاسوياء .


ثانيا : اهمية الصحة النفسية بالنسبة للمجتمع .
     ان الصحة النفسية مهمة بالنسبة للمجتمع بمختلف مؤسساته ، لانها تهتم بدراسة وعلاج المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على نمو شخصية الفرد ويمكن ان نورد بعض النقاط الهامة لاهمية الصحة النفسية للمجتمع :
1 – الصحة النفسية السليمة بالنسبة للوالدين تؤدي الى تماسك الاسرة والذي يؤدي الى خلق جو ملائم لنمو شخصية الطفل المتماسكة وتجعل الافراد اكثر قدرة على التكيف الاجتماعي .
2 – تعد الصحة النفسية ذات اهمية للمدرسة حيث ان العلاقة السوية بين الادارة والمدرسين وبين المدرسين انفسهم تؤدي الى نموهم السليم والذي ينعكس على نموالتلاميذ فينمو نموا سليما كذلك فان العلاقة الجيدة بين المدرسة والبيت تساعد على النمو النفسي للتلميذ .
3 – الصحة النفسية مهمة للمجتمع لانها تهتم بدراسة وعلاج المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على نمو شخصية الفرد وعلى المجتمع الذي يعيش فيه .
4 – الصحة النفسية للمجتمع في غاية الاهمية لان المجتمع الذي يعاني من التمزق وعدم التكامل بين مؤسساته هو مجتمع مريض ، لذلك نستنتج مما سبق اهمية الصحة النفسية للفرد والمجتمع وقدرتها على تحقيق التكامل والنماء والسعادة .

معايير الصحة النفسية :
     مفهوم الصحة أو السواء في الأمراض النفسية قد يختلف عما هو في ميدان الطب العام . ففي الطب الداخلي ( الجسدي ) يكفي الطبيب أن يخلّص مريضه من الاضطراب العضوي الذي دفعه للعلاج لكي يحكم بأنه قد شفي وانه سليم ومعافى . أما في حالة الأمراض النفسية فانه لا يكفي القول بان المريض تخلص من قلقه أو حالة الكآبة لديه للحكم على انه اصبح سليماً . فالصحة النفسية لا تتوقف عند عتبة التخلص من الأعراض المرضية بل هي تتطلب فضلاً عن ذلك أن يتسم سلوك المريض بخصائص معينة كأن يتصف بالإيجابية والفاعلية والرضا عن النفس وغير ذلك من الصفات الدالة على الصحة والاتزان ، أي أن شخصيته قد اكتسبت خصائص وصفات لم تكن موجودة من قبل أو أنها كانت متخفية خلف المرض النفسي ثم ظهرت من جديد وبفاعلية جديدة .

يقسم السلوك البشري الى قسمين: سلوك سوي و سلوك شاذ. وقبل ان نتحدث عن كل منهما لابد من الاجابة عن السؤال الاتي: ما هو السلوك؟

في الاجابة عن هذا السؤال نقول: السلوك هو التصرف الذي يقوم به الفرد في ظروف محيطه البيئية والاجتماعية، في شكلها العام، انطلاقا من حالة نفسية داخلية جعلت الانسان يتصرف ذلك التصرف ، فالأنسان الذي يراقب تصرفاته وسلوكه بشكل عام ويحاول أن يطهر نفسه من كل مظاهر الأمراض النفسية كالحقد والكره والبخل والحرص والأستغلال والظلم وأن يسعى لخدمة مجتمعه وأن يستثمر طاقاته بالشكل الأمثل وأن يكون لديه إندفاع إيجابي في مجال عمله وأن يكون على مستوى من الطموح يتناسب وقابلياته وقدراته يمكن أن نسميه الشخص السوي أي ذو شخصية سوية .
أما الشخص اللاسوي فهو الذي يختلف سلوكه عن الشخص السوي في تفكيره ومشاعره وعلاقاته مع الآخرين ويكون غير متوافق ذاتيا وأنفعاليا وأجتماعيا وبشكل تسيطر عليه نزعاته النفسية وغرائزه الحيوانية ويكون عرضة للأمراض النفسية والعقلية والتي تنعكس بشكل واضح في سلوكه وأخلاقه مع الآخرين من أبناء مجتمعه وبهذا يكون من السهل علينا أن نحدد من هو المريض نفسيا ولكن من الصعب أن نحدد من هو السوي وهذه الصعوبة منشؤوها يكمن في طبيعة الأنسان نفسه إذ أنه كائن معقد السلوك ومتغير المزاج في كل لحظة إذ أن هناك الكثير من أوجه الحياة النفسية يصعب تحسسها من خلال ملاحظة سلوك الفرد وبالتالي يصعب قياسها مثل أوجه الحياة العاطفية والأنفعالية. فقد لا تنعكس في مظاهر سلوكه كما يراه الآخرون لذا فمن غير الممكن الأستدلال عليها إلا من خلال الفرد نفسه.
     يتبين لنا مما سبق ان كل شخص يتمتع بالصحة النفسية يكون ذو سلوك سوي والعكس صحيح ، والسؤال هنا هو كيف يمكن لنا الحكم على تمتع شخص ما بالصحة النفسية او كون سلوك ذلك الشخص سلوكا سويا ؟ والجواب على ذلك هو تمتع ذلك الشخص بوجود عدد من المؤشرات او المظاهر او المعايير التي تشير الى الصحة النفسية وهي كألاتي : -
1 – تكامل الدوافع النفسية . حيث تؤدي الشخصية وظائفها بصورة متكاملة جسميا وعقليا وانفعاليا ، فتظهر دوافع الفرد في الوقت المناسب حين يكون ظهورها ملائما لتكيف الانسان ، فلا يسيطر دافع ما على الفرد وبالتالي يوجه الانسان قواه الى تحقيق حاجاته .
2 – تقبل الفرد لذاته وللغير وللعالم المحيط .
3 – تحمل الفرد مسؤولية اعماله وافكاره ومشاعره . عندما يتحمل الفرد مسؤولية ما يقوم به من اعمال وعدم الهرب من انفعالاته ومشاعره باسقاطها على الآخرين وتحمله نتائج تفكيره فهذا دليل على صحته النفسية .
4 – تقبل النقد . الفرد الذي يتقبل النقد من الغير دون الشعور بالالم او النقص هي خاصية اساسية للصحة النفسية .
5 – ادراك الدوافع والاهداف . ان الشخص الصحيح نفسيا يدرك اسباب سلوكه ودوافعه ، كما يدرك اهدافه ويؤمن بها ويعرف الوسائل التي يستطيع ان يحقق بها هذه الاهداف .
6 – تقدير الحياة والشعور بالرضا للوجود فيها .
7 – التعاون والمبادأة . والاسهام في تحسين البيئة المحيطة والخدمة والعطاء .
8 – الاتزان الانفعالي . فالشخص الصحيح نفسيا هو الذي يسيطر على انفعالاته ويعبر عنها بشكل يتناسب مع المواقف المختلفة ، وعدم اللجوء الى كبت الانفعالات او اخفائها او الخجل منها او المبالغة في اظهارها .
9 – ثبات الانفعالات . ان ثبات الاستجابة الانفعالية في المواقف المتشابهة هو علامة على الصحة النفسية والاستقرار الانفعالي ، والمقصود بالثبات هو ثبات الاستجابة الانفعالية الايجابية ، فاستجابة الخوف من موقف يستدعي الخوف هي استجابة ايجابية معقولة فاذا تكرر الموقف وابدى الفرد خوفا مرة ولامبالاة مرة اخرى دل ذلك على عدم ثبات الانفعالات لديه .
10 – ثبات السلوك . ويعني التمسك بالمبادئ المعينة التي يرتضيها الفرد والاساليب السلوكية الايجابية المرتبطة بذلك والتي يتبعها في حياته ، ويعني الالتزام الواعي بالافكار والاعمال .

معوقات تحقيق الصحة النفسية : 
     ان وظيفة الحياة النفسية بمختلف عناصرها هي تكيف الفرد لظروف بيئته الاجتماعية والمادية ، وغايتها تحقيق حاجات الانسان ، وهي تتحقق عادة بالتعامل مع البيئة ، وهذه البيئة متغيرة ، وهذا التغير يثير مشكلات يقابلها الانسان بحالات التفكير والانفعال ومختلف انواع السلوك ، ولكن التغيرات التي تحدث قد تكون شديدة لدرجة خارجة عن الحد الذي يقوى عقل الفرد على مقابلته والتكيف له ، وهنا تنشأ الحالات المرضية التي تعتبر مؤشرا على عدم التمتع بالصحة النفسية ، وعلى الاجمال يمكن الاشارة الى عدد من القضايا التي تعتبر من اهم معوقات تحقيق الصحة النفسية لدى الافراد او المجتمعات وهي كما يأتي : -
1 – الحروب التي تمر فيها حضارة الانسان المعاصر .
2 – مشكلات الحياة العامة بعد تطور وسائل النقل ووسائل الدعاية والاعلام التي زادت من صعوبات الانسان كما زادت في ثقافته .
3 – ازدياد المشكلات الخاصة في عدد من المجتمعات نتيجة تحضرها او بتأثر من الحياة الصناعية وازدياد انتقال الانسان من الريف الى المدن ذات الحياة الصاخبة .
4 – صعوبة شروط الحياة ومتطلباتها .  

نظريات الشخصية

نظريات الشخصية
أولا : نظرية التحليل النفسي :
نظرية فرويد في التحليل النفسي :
أ – الشخصية :
رأى فرويد أن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو ،والأنا ،والأنا الأعلى ،وأن  الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة .
الهو :
§        الهو هو الجزء الأساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد الأنا والأنا الأعلى .
§        يتضمن الهو جزئين :
o       جزء فطري :الغرائز  الموروثة التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى .
o       جزء مكتسب :: وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها الأنا (الشعور ) من الظهور .
§        ويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم .
§        ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع .
§        وهو لا شعوري كلية
الأنا :
§        يعمل الأنا كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقا للواقع والظروف الاجتماعية .
§        وهو يعمل وفق مبدأ الواقع .
§        ويمثل الأنا الإدراك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية .
§        ويشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد .
§        ويعتبر الأنا مركز الشعور إلا أن كثيرا من عملياته توجد في ما قبل الشعور ،وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك .
§        ويوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي ،وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية .
الأنا الأعلى :
§        يمثل الأنا الأعلى الضمير ،وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية .
§        والأنا الأعلى مثالي وليس واقعي ،ويتحه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا .

·        إذا استطاع الأنا أن يوازن بين الهو والأنا الأعلى والواقع عاش الفرد متوافقا ،أما إذا تغلب الهو أو الأنا الأعلى على الشخصية أدى ذلك إلى اضطرابها .
·        أنظمة الشخصية ليست مستقلة عن بعضها ،ويمكن وصف الهو بأنه الجانب البيولوجي للشخصية ،والأنا بالجانب السيكولوجي للشخصية ،والأنا الأعلى بالجانب الاجتماعي للشخصية .
ب – الشعور واللاشعور وما قبل الشعور :
الشعور :
هو منطقة الوعي الكامل والاتصال بالعالم الخارجي .
وهو الجزء السطحي للشخصية .
اللاشعور :
يكون اللاشعور معظم الشخصية ومن الصعب استدعاؤه لأن قوة الكبت تعارض ظهوره .
وتعبر الرغبات اللاشعورية عن نفسها عن طريق الأحلام وعن طريق أعراض الأمراض العصابية .
ما قبل الشعور :
يتضمن ما هو كامن وما ليس في الشعور ولكن من السهل استدعاؤه إلى الشعور ،مثل الذكريات والمعارف .
ج – الغرائز :
الغريزة :
هي القوة التي نفترض وجودها وراء التوترات المتأصلة في الكائن الحي لتحقيق مطالب الجسم والحياة النفسية .
موضوع الغريزة هو الأداة التي تشبع التوتر .
وهدفها هو القضاء على هذا التوتر .
وقد ركز فرويد على غريزتين أساسيتين :
- غريزة الحياة (الغريزة الجنسية )
- غريزة الموت ( العدوان والمقاتلة ) .
وقد اهتم فرويد بشكل كبير بالغريزة الجنسية ،ورأى أن الإنسان يتحرك وفق مفهومي اللذة وتجنب الألم .
كما حدد مراحل  تطور الغريزة الجنسية خلال نمو الإنسان .
ولعل اهتمام فرويد بالغريزة الجنسية هو ما جعل تلاميذه ينشقون عنه في هذه المدرسة ،فقد قللوا من أهمية الغريزة الجنسية ،وإن لم ينكروا دورها في حياة الإنسان .
د – النواحي الاجتماعية والثقافية :
يرجع فرويد معظم العوامل الاجتماعية إلى دوافع غريزية ،فيرجع الاضطرابات العاطفية مثلا للغريزة الجنسية ،والحرب إلى غريزة الموت ،والإبداع إلى إعلاء الغريزة الجنسية ( زهران : 1424 : 60 ).
نظرية أدلر :
كان أدلر أحد تلاميذ فرويد في مدرسة التحليل النفسي ،لكنه بعد ذلك انفصل عنه وكانت له بعض آرائه الخاصة . وأهم مبادئ نظريته :
مبدأ القصور:
وقد تطور هذا المفهوم من القصور العضوي الذي يدفع الكائن الحي إلى التعويض ،إلى القصور في الجنس الذي يؤدي إلى النزوع إلى الرجولة ،وأخيرا إلى المفهوم العام الذي يرى فيه أدلر إن الكائن الحي يولد ولديه قصور يسعى في حياته لتعويضه .
مبدأ السيطرة:
وقد كان أدلر يأخذ بهذا المبدأ على أساس القوة في الجنس ،ثم تخلى عن هذا الرأي وأصبح يفسر من خلاله العدوان ،وطوّر هذا المفهوم إلى القوة وأخيرا أصبح هذا المفهوم يعبر عن السيطرة على الذات .
مبدأ أسلوب الحياة:
وهو الذي ينتج عن تفاعل البيئة الخارجية مع الذات الداخلية ،وهو يتوقف على القصور الذي يعانيه الفرد ،ومدى تأثره به ،وللتشجيع أثر كبير في التغلب على القصور وتعويضه والوصول إلى السيطرة ،ويتكون أسلوب الحياة في سن الخامسة أو السادسة ويكون إلى حد ما ثابتا فالذي يتغير فيه هو طريقة التعبير عنه .
مبدأ الذات الخلاقة :
وهي التي يكون لها السيادة على بناء الشخصية ،فالكائن الحي ليس مجرد عوامل وراثية بل إن الذات الخلاقة هي ما يسعى إلى الوصول إليه ،وهي التي تكون وراء أسلوب الحياة .
مبدأ الأهداف الوهمية:
وهي ما يعبر عن الغائية ،أي أن الكائن الحي كما يتأثر بالماضي فإنه يجب أن يحدد أهداف توجه أسلوب حياته .
مبدأ الميل إلى الاجتماع:
وهو يأتي مباشرة بعد الميل إلى القوة ،ومن أهم آثاره نمو الخلق والتفكير والمنطق والجماليات ، أي أن الطفل منذ صغره بحاجة إلى التواصل مع الآخرين والتعبير عن ذاته .(غنيم : سيكولوجية الشخصية ).
ثانيا : النظرية السلوكية :
تسمى هذه النظرية أحيانا بنظرية المثير والاستجابة .
الشخصية في إطار هذه النظرية هي : التنظيمات أو الأساليب السلوكية المتعلمة الثابتة نسبيا التي تميز الفرد عن غيره من الناس .
ولمفهوم العادة قيمة كبيرة في النظرية السلوكية ،باعتبار العادة رابطا بين المثير والاستجابة .
وقد اهتمت هذه النظرية بتحديد الظروف التي تؤدي لتكوين العادات وانحلالها أو إحلال أخرى محلها.
والعادة في رأي أصحاب هذه النظرية هي :
- تكوين مؤقت وليس تكوينا دئائما .
- عادات متعلمة ومكتسبة وليست موروثة .
ومن خلال ذلك نستنتج أن بناء الشخصية يمكن أن يتعدل أو يتغير .
وأبرزت النظرية أهمية الباعث أو الدافع في دفع السلوك (زهران : 1424 : 58 -59 ).
ثالثا : المدرسة الإنسانية :
تركز على نظرية الذات التي وضعها كارل روجرز .
الذات :
هي كينونة الفرد التي تنفصل عن المجال المدرك ،وهي تنمو نتيجة تفاعل الفرد مع مجتمعه والخبرات التي يمر بها .
مفهوم الذات :
هو تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات ويعتبره الفرد تعريفا نفسيا لذاته .
وهناك ثلاثة مفاهيم للذات :
1 – مفهوم الذات المدرك :
ذات الفرد كما يتصورها هو .


2 – المفهوم الاجتماعي للذات :
الصورة التي يعتقد الفرد أن الآخرين يتصورونها عنه ،ويتمثلها في تفاعله معهم .
3 – المفهوم المثالي للذات :
وهي الصورة المثالية التي يريد الفرد أن يكون عليها .
وظيفة مفهوم الذات هي تنظيم خبرات الفرد المتغيرة بسبب :
- التفاعلات الاجتماعية .
- الدافع الداخلي لتحقيق الذات

·        إن مفهوم الذات هو أهم من الذات الحقيقية للفرد .
·        إن الفرد يسعى دائما لتحقيق ذاته ،وتكوين مفهوم إيجابي عنها .
·        مفهوم الذات مفهوم شعوري ،بينما تشتمل الذات نفسها عناصر لا شعورية قد لا يعيها الفرد .
الخبرة :
هي كل موقف يعيشه الفرد في زمان أو مكان معين ويتفاعل معه وينفعل به ،ويؤثر فيه ويتأثر به.
·        الخبرات التي تتوافق مع مفهوم الذات تؤدي لراحة الفرد وتوافقه النفسي .
·        الخبرات التي لا تتوافق مع مفهوم الذات ،أو تتعارض مع المعايير الاجتماعية تدرك على أنها تهديد للفرد ،وتسبب توتره وسوء توافقه ، فيعمل الفرد على تجاهلها أو تشويهها.
الفرد :
للفرد دافع مستمر لتحقيق الذات وتقدير الذات والتقدير الاجتماعي من قبل الآخرين .
قد يصدر عن الفرد سلوك لا يتفق مع مفهومه عن ذاته ،نتيجة للخبرات التي مر بها أو للحاجات العضوية غير المقبولة ،ومثل هذا السلوك الذي لا يكون مطابقا لمفهوم الذات يجعل الفرد ينفصل عنه مما يسبب له التوتر وسوء التوافق .
التطورات التي أدخلت على نظرية الذات :
أدخل فيرنون إضافة جديدة للنظرية ،فوضح أن الذات لها عدة مستويات :
المستوى الأعلى :
هي الصورة التي يعرضها الفرد عن ذاته للمعارف والغرباء .


الذات الشعورية الخاصة :
هي الذات التي يشعر بها الفرد ويعبر عنها ويكشفها لأصدقائه الحميمين .
 الذات الخاصة :
هي أسرار الفرد التي تكون في الحد البيني بين الشعور واللاشعور ،وتكون عرضة للانطمار لكنها لا تطمر نظرا لأهميتها في حياة الفرد .
وتتكون محتويات هذه الذات من مواد غير مرغوبة محرمة أو محرجة أو مخجلة أو معيبة أو مؤلمة .
الذات البصيرة :
هي الذات التي يتحقق منها الفرد عندما يكون في موضع تحليل شامل لشخصيته .
 الذات العميقة أو المكبوتة :

وهي التي لا يمكن الوصول إليها إلا بطرق نفسية خاصة يقوم بها الأخصائيون النفسيون . (زهران :1424 : 68 – 73 ).

الإنسان بين العادية وغير العادية


الإنسان بين العادية وغير العادية

العادي بالمعنى الدارج هو ما اعتاد الناس عليه ،أما عند المتحدثين في الصحة النفسية فالسلوك العادي هو السلوك الصحي ،والسلوك غير العادي هو السلوك المرضي .
ويعتبر السلوك العادي أو الصحي مظهر من مظاهر الصحة النفسية السليمة ولكنه ليس مرادفا للصحة النفسية ، فالصحة النفسية هي الحالة النفسية العامة ،والسلوك العادي هو ما يدل عليها .
ظهرت عدة معايير حاول العلماء من خلالها تحديد معنى السلوك السوي :
1 –المعيار الإحصائي
2 –المعيار الاجتماعي
3 – معيار السلوك التواؤمي
4 – المعيار الذاتي
5 – المعيار المثالي 
أولا : المعيار الإحصائي :
هذا المعيار يرى أن السلوك العادي هو ما يشيع بين الناس في مجتمع معين .
وقد قام هذا المعيار على أساس قانون التوزيع الاعتدالي .
التوزيع الاعتدالي :
يعني التوزيع الاعتدالي أن كل صفة سواء كانت جسمية أو عقلية أو انفعالية هي موزعة بين الناس توزيعا معينا ،بحيث يكون معظم الناس في المنتصف – 68 % من الناس في منتصف المنحنى - وتقل أعدادهم كلما اتجهنا لطرفي المنحنى .
وهؤلاء الذين يقعون في المنتصف هم الذين يمثلون العادي بالمعيار الإحصائي .
دوافع الباحثين لاستخدام هذا الأسلوب :
1 – هذا الأسلوب يضمن درجة من الموضوعية أكبر من تلك التي تنطوي عليها الأساليب الأخرى .
2 – يعتبر معيارا ملائما للسمات التي نستطيع قياسها مباشرة ،ولدينا وحدات محددة لقياسها ،مثل السمات الجسمية .


سمات القياس النفسي :
أ – أن القياس النفسي غير مباشر :
فإننا لا نقيس السمة مباشرة ولكننا نقيس المظاهر التي نفترض أنها تدل على تلك السمة .
ب – أن القياس النفسي قياس نسبي :
فلا يوجد في القياس النفسي صفر مطلق وهو : النقطة التي لا يوجد عندها شيء من السمة المقاسة .
ولكن نقطة البداية هي المتوسط ،ونحن نقيس ما إذا كان الفرد يقع في المتوسط أو يزيد عليه أو ينقص عنه .
ج – أن السمات النفسية التي نقيسها تتأثر بالعديد من العوامل ،فنحن قد لا نقيس السمة بشكل نقي.
الشروط اللازم توافرها لاستخدام المعيار الإحصائي :
1 – تحديد مفهوم الصحة النفسية تحديدا دقيقا
2 – تحديد المظاهر التي تعبر عن الصحة النفسية .
3 - إثبات أن المقياس يقيس فعلا هذه المظاهر التي تم تحديدها .
4 – إجراء المقياس على عينات ممثلة من القطاع السكاني ،وذلك من أجل تحديد معايير المقياس، لأن الرقم الذي يحصل عليه أي فرد لا قيمة له إلا بالنسبة لأرقام الآخرين .
الانتقادات التي وجهت للمعيار الإحصائي في مجال الصحة النفسية :
1 – لكي يكون قياس الصحة النفسية صحيحا لا بد من تحديد الوزن النسبي لكل مظهر من مظاهرها ،وهذا ما لا نستطيعه .
2 – ليس من السهل إيجاد عينة ممثلة للمجتمع نستطيع استخراج معايير الصحة النفسية على أساسها .
3 – لو تم وضع هذه المعايير فإنها ستكون مختلفة من جماعة لجماعة أخرى .
ثانيا : المعيار الاجتماعي :
يرى هذا المعيار أن السلوك العادي هو ما يتفق مع المعايير الاجتماعية في مجتمع معين .
المعايير الاجتماعية :
هي جميع ما تتفق عليه الجماعة وتقبله من أساليب سلوكية واتجاهات وقيم .
·        قد يتفق ما هو شائع في جماعة ما مع ما تقبله وقد يختلف عنه .
·        تختلف المعايير الاجتماعية وما يتوقعه المجتمع من أفراده من مجتمع لآخر .


دوافع الباحثين لاستخدام هذا المعيار :
1 – أن الموافقة الاجتماعية ضرورية لتسهيل التفاعل بين الأفراد ،وأن مما يثير الإحباط عند الفرد هو عدم قدرته على التنبؤ بسلوك الأفراد الآخرين .
2 – أنه لا يوجد سلوك عادي في حد ذاته ولكن للحكم على السلوك لا بد من مراعاة ثلاثة عوامل:
- السلوك ذاته .
- إطاره الاجتماعي .
- القيم الخاصة بالملاحظ الذي يلاحظ هذا السلوك .
النقد الموجه لهذا المعيار :
1 – أن المجتمع قد يكون مريضا وبالتالي يكون السلوك العادي أو ما يتوقعه من أفراده هو سلوك مريض .
2 – أن الحكم على مجتمع ما بأنه مريض أو لا يكون من خلال معايير مجتمع آخر .
3 – هذا المعيار يجعل الموافقة الاجتماعية هي أساس الصحة النفسية .
ثالثا : السلوك التواؤمي :
يرى هذا المعيار أن السلوك العادي يكون في مدى ما يوفره هذا السلوك من نمو وتحقيق لإمكانات الفرد والجماعة
ويقوم هذا المعيار على مسلمتين :
المسلمة الأولى : أن استمرار حياة الفرد وتحقيق إمكاناته أمر له قيمته بالنسبة للفرد والجماعة .
المسلمة الثانية : أنه يمكن إعطاء قيمة لأي سلوك على أساس ما حققه من أهداف سابقة .
النقد الموجه لهذا المعيار :
أن تحديد السلوك العادي والمرضي أصبح ضمن هذا المعيار مطابقا لمعنى المسايرة .
المسايرة :
أن يكون حكم الفرد وتصرفاته موافقا لأحكام وتصرفات الجماعة .
الرد على هذا النقد :
أن المسايرة لها عدة أبعاد ؛مثل :
- المسايرة المفرطة
- المسايرة النفعية أو الظاهرة
- اللامسايرة
- المضادة
- الاستقلال
- الاغتراب
وتتوقف المسايرة على :
-         خصائص الفرد
-         خصائص الجماعة
-         الموقف موضوع المسايرة (عبد الغفار :57-66)
رابعا :المعيار الذاتي :
فيه يرى الفرد أن ما يعتقده ويتصرف على نحوه هو السلوك العادي ،وغيره هو السلوك الغير العادي .
خامسا : المعيار المثالي :
يعتبر هذا المعيار المثالية والكمال هي السلوك العادي وما ينحرف عنها سلوكا غير عادي .
ملاحظات عامة حول مفهوم السلوك العادي :
1 – السلوك العادي والسلوك الغير العادي نقيضان لا يفهم أحدهما دون فهم الآخر .
2 – الفرق بين السلوك العادي والسلوك غير العادي فرق في الدرجة وليس في النوع ،فيمكن ترتيب الأفراد من حيث العادية وغير العادية على خط متصل أحد طرفيه يمثل السلوك العادي والطرف الآخر يمثل السلوك غير العادي .
3 – أن السلوك العادي مفهوم نسبي يختلف باختلاف العمر والجماعة ...(زهران :1424 :11 ).