أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

المواضيع الحديثة

احدث المواضيع التربوية والعلمية تجدونها في هذه المدونة

السبت، 8 نوفمبر 2014

الإنسان بين العادية وغير العادية


الإنسان بين العادية وغير العادية

العادي بالمعنى الدارج هو ما اعتاد الناس عليه ،أما عند المتحدثين في الصحة النفسية فالسلوك العادي هو السلوك الصحي ،والسلوك غير العادي هو السلوك المرضي .
ويعتبر السلوك العادي أو الصحي مظهر من مظاهر الصحة النفسية السليمة ولكنه ليس مرادفا للصحة النفسية ، فالصحة النفسية هي الحالة النفسية العامة ،والسلوك العادي هو ما يدل عليها .
ظهرت عدة معايير حاول العلماء من خلالها تحديد معنى السلوك السوي :
1 –المعيار الإحصائي
2 –المعيار الاجتماعي
3 – معيار السلوك التواؤمي
4 – المعيار الذاتي
5 – المعيار المثالي 
أولا : المعيار الإحصائي :
هذا المعيار يرى أن السلوك العادي هو ما يشيع بين الناس في مجتمع معين .
وقد قام هذا المعيار على أساس قانون التوزيع الاعتدالي .
التوزيع الاعتدالي :
يعني التوزيع الاعتدالي أن كل صفة سواء كانت جسمية أو عقلية أو انفعالية هي موزعة بين الناس توزيعا معينا ،بحيث يكون معظم الناس في المنتصف – 68 % من الناس في منتصف المنحنى - وتقل أعدادهم كلما اتجهنا لطرفي المنحنى .
وهؤلاء الذين يقعون في المنتصف هم الذين يمثلون العادي بالمعيار الإحصائي .
دوافع الباحثين لاستخدام هذا الأسلوب :
1 – هذا الأسلوب يضمن درجة من الموضوعية أكبر من تلك التي تنطوي عليها الأساليب الأخرى .
2 – يعتبر معيارا ملائما للسمات التي نستطيع قياسها مباشرة ،ولدينا وحدات محددة لقياسها ،مثل السمات الجسمية .


سمات القياس النفسي :
أ – أن القياس النفسي غير مباشر :
فإننا لا نقيس السمة مباشرة ولكننا نقيس المظاهر التي نفترض أنها تدل على تلك السمة .
ب – أن القياس النفسي قياس نسبي :
فلا يوجد في القياس النفسي صفر مطلق وهو : النقطة التي لا يوجد عندها شيء من السمة المقاسة .
ولكن نقطة البداية هي المتوسط ،ونحن نقيس ما إذا كان الفرد يقع في المتوسط أو يزيد عليه أو ينقص عنه .
ج – أن السمات النفسية التي نقيسها تتأثر بالعديد من العوامل ،فنحن قد لا نقيس السمة بشكل نقي.
الشروط اللازم توافرها لاستخدام المعيار الإحصائي :
1 – تحديد مفهوم الصحة النفسية تحديدا دقيقا
2 – تحديد المظاهر التي تعبر عن الصحة النفسية .
3 - إثبات أن المقياس يقيس فعلا هذه المظاهر التي تم تحديدها .
4 – إجراء المقياس على عينات ممثلة من القطاع السكاني ،وذلك من أجل تحديد معايير المقياس، لأن الرقم الذي يحصل عليه أي فرد لا قيمة له إلا بالنسبة لأرقام الآخرين .
الانتقادات التي وجهت للمعيار الإحصائي في مجال الصحة النفسية :
1 – لكي يكون قياس الصحة النفسية صحيحا لا بد من تحديد الوزن النسبي لكل مظهر من مظاهرها ،وهذا ما لا نستطيعه .
2 – ليس من السهل إيجاد عينة ممثلة للمجتمع نستطيع استخراج معايير الصحة النفسية على أساسها .
3 – لو تم وضع هذه المعايير فإنها ستكون مختلفة من جماعة لجماعة أخرى .
ثانيا : المعيار الاجتماعي :
يرى هذا المعيار أن السلوك العادي هو ما يتفق مع المعايير الاجتماعية في مجتمع معين .
المعايير الاجتماعية :
هي جميع ما تتفق عليه الجماعة وتقبله من أساليب سلوكية واتجاهات وقيم .
·        قد يتفق ما هو شائع في جماعة ما مع ما تقبله وقد يختلف عنه .
·        تختلف المعايير الاجتماعية وما يتوقعه المجتمع من أفراده من مجتمع لآخر .


دوافع الباحثين لاستخدام هذا المعيار :
1 – أن الموافقة الاجتماعية ضرورية لتسهيل التفاعل بين الأفراد ،وأن مما يثير الإحباط عند الفرد هو عدم قدرته على التنبؤ بسلوك الأفراد الآخرين .
2 – أنه لا يوجد سلوك عادي في حد ذاته ولكن للحكم على السلوك لا بد من مراعاة ثلاثة عوامل:
- السلوك ذاته .
- إطاره الاجتماعي .
- القيم الخاصة بالملاحظ الذي يلاحظ هذا السلوك .
النقد الموجه لهذا المعيار :
1 – أن المجتمع قد يكون مريضا وبالتالي يكون السلوك العادي أو ما يتوقعه من أفراده هو سلوك مريض .
2 – أن الحكم على مجتمع ما بأنه مريض أو لا يكون من خلال معايير مجتمع آخر .
3 – هذا المعيار يجعل الموافقة الاجتماعية هي أساس الصحة النفسية .
ثالثا : السلوك التواؤمي :
يرى هذا المعيار أن السلوك العادي يكون في مدى ما يوفره هذا السلوك من نمو وتحقيق لإمكانات الفرد والجماعة
ويقوم هذا المعيار على مسلمتين :
المسلمة الأولى : أن استمرار حياة الفرد وتحقيق إمكاناته أمر له قيمته بالنسبة للفرد والجماعة .
المسلمة الثانية : أنه يمكن إعطاء قيمة لأي سلوك على أساس ما حققه من أهداف سابقة .
النقد الموجه لهذا المعيار :
أن تحديد السلوك العادي والمرضي أصبح ضمن هذا المعيار مطابقا لمعنى المسايرة .
المسايرة :
أن يكون حكم الفرد وتصرفاته موافقا لأحكام وتصرفات الجماعة .
الرد على هذا النقد :
أن المسايرة لها عدة أبعاد ؛مثل :
- المسايرة المفرطة
- المسايرة النفعية أو الظاهرة
- اللامسايرة
- المضادة
- الاستقلال
- الاغتراب
وتتوقف المسايرة على :
-         خصائص الفرد
-         خصائص الجماعة
-         الموقف موضوع المسايرة (عبد الغفار :57-66)
رابعا :المعيار الذاتي :
فيه يرى الفرد أن ما يعتقده ويتصرف على نحوه هو السلوك العادي ،وغيره هو السلوك الغير العادي .
خامسا : المعيار المثالي :
يعتبر هذا المعيار المثالية والكمال هي السلوك العادي وما ينحرف عنها سلوكا غير عادي .
ملاحظات عامة حول مفهوم السلوك العادي :
1 – السلوك العادي والسلوك الغير العادي نقيضان لا يفهم أحدهما دون فهم الآخر .
2 – الفرق بين السلوك العادي والسلوك غير العادي فرق في الدرجة وليس في النوع ،فيمكن ترتيب الأفراد من حيث العادية وغير العادية على خط متصل أحد طرفيه يمثل السلوك العادي والطرف الآخر يمثل السلوك غير العادي .
3 – أن السلوك العادي مفهوم نسبي يختلف باختلاف العمر والجماعة ...(زهران :1424 :11 ).


شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 التعليقات :

إرسال تعليق